الأمازيغ
ان تاريخ الامازيغ يشیر بكل الوثائق والتاريخ بأنھم الشعب الذي عاش ويعیش في المنطقة الصحراوية من الشمال الأفريقي في المنطقة الممتدة من غرب مصر (واحة سیوة) الى جزر الكناري، ومن جنوب حدود البحر الأبیض المتوسط الى اعماق الصحراء الكبرى في النیجر ومالى، ولھم لغة خاصة قديمة ولم يثبت التاريخ حتى يومنا ھذا بان سكن ھذه المنطقة منذ فجر التاريخ حتى يومنا ھذا غیر سلالة او قبیلة الامازيغ. تاريخ الأمازيغ في سطور يعود التاريخ الفعلي الحضارى الى أكثر من 3 الاف عاما قبل المیلاد حیث وجدت أقدم كتابات امازيغیة وبدا معھا التاريخ المكتوب حیث انه من الاثبات الحضارى في علم الاثار ھو وجود كتابة شارحة دالة على الاثار مھما كان قیمة الأثر او اثاره المنظورة بالعین لان الحضارة او اية حضارة كانت تبدأ منذ وجود عنصر الكتابة ومن ھذا المنطلق أكد العلماء المتخصصون في الحضارة الامازيغیة بأن الكتابة الامازيغیة ظھرت من 3 الاف عام قبل المیلاد. وھذا يؤكد قدم ھذه الحضارة وھي موازية لحضارة وادي النیل والدلیل على ذلك أيضا بانه منذ عھد توحید القطرين والملك مینا نفسه رغب في تامین الحدود الغربیة وكما فعل في الحدود الشرقیة في سیناء (ترسیم الحدود) وعرف المصري القديم آنذاك واحة سیوة
ويدل ھذا أيضا انه في عصر الدولة القديمة المصرية وخاصة في عصر الاسرة الثالثة في عام 2700 ق .م.
. قامت ھذه القبائل بمھاجمة الدلتا وذكروا باسم (التمحو والتحنو) وكانوا يتخذون من واحة سیوة مركزا لھم ولذلك قام الملك (سنفرو) حسب نصوصه بمھاجمة الواحة والاستیلاء علیھا ولم نسمع اية مشاكل عن ذلك على الاطلاق حتى عھد الدولة الوسطى. وفى ھذا الزمن القديم نجد مسمى لواحة سیوة والتي اخذت مسمیات متعددة وأقدمھا على الاطلاق اسم (ثات) وكذلك باسم (سیخت ام = ارض النخیل) وان سكانھا وھم التمحو والتحنو من سكان الصحراء الغربیة، وكانت لھم لغة مختلفة عن اللغة المصرية كما كان للنوبیین لغة مختلفة أيضا. ومنذ قتالھم في الدولة القديمة حیث وصولھم الى الدلتا لم نسمع عنھم شیئا كما سبق القول حتى الدولة الوسطى وخاصة في عھد الملك سنوسرت الثاني. وكان المصريین القدماء يجلبون من ھذه الواحة البلح لكثرة أشجار النخیل بھا. ولكن في عھد الملك سنوسرت الثاني اعادوا الكرة واغاروا على دلتا مصر مما دفع الملك المصري سنوسرت الثاني بقتالھم ووصل جیشه حتى ھذه الواحة مما دفعھم بالھرب الى قلب الصحراء والذھاب عند ذويیھم في واحة جغبوب في المنطقة اللیبیة وكان ذلك بالتدقیق عام 1790 ق. م. اما في تاريخ الامازيغ فنجد لھم مسمیات مختلفة سواء في تاريخھم او تاريخ المناطق التي يتواجدون فیھا مثل (الامازيغ، اللیبیین، النومیديون، الجیتولیون، المور) ولم نعرف تسمیة لھم باسم البربر سوى في العصر الروماني فقط كتحقیر لھم وكما سبق القول. ومعنى انھم قديما استطاعوا من غزو الدلتا وكما في التاريخ المصري القديم فیدل ذلك بصورة موثقة بأنھم كانوا شعبا منظما ولھم حرفیة القتال وتحديھم للملكة المصرية ولكنھم طبعا تم ھزيمتھم للفارق الحضارى والعسكري بین مملكة مصر وسلالة الامازيغ. الامازيغ واصل الكلمة كما وردت في الحضارات القديمة وردت اقدم نقوش عن الامازيغ في الحضارة المصرية القديمة بطبیعة الحال حیث وردت كملة (ما زيغ) والتي اطلقھا أيضا الاغريق فیما بعد والتي اتخذوھا من المصرين
أما في العصر الإغريقي ظھرت كلمة أخرى باسم (مورس او مورى) والتي جاءت تسمیة منطقة (موريتانیا) منھا عندما تعرف علیھم الاغريق واسم المنطقة كانت (موروكو) كما أن المؤرخ الیوناني ھیرودوت أشار إلى الأمازيغ بالكلمة (مازيس) وقال عنھم ھم أنفسھم قبیلة (المشوش) المذكورين في الحضارة المصرية القديمة ويتمیزون بالوشم والريش فوق الراس. ثم ظھرت مسمیات أخرى وسبق الإشارة الیھا كما في العھد الرومانى، ثم جاء التاريخ العربي الإسلامي وكتب عن ھذه السلالة وعرفوا باسم (البربر) ماخوذا عن الرومان. ان تاريخ الامازيغ يشیر حضاريا بتواجدھم في مناطق لا شك فیھا على الاطلاق حتى الان وھي مناطق مصر ولیبیا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانیا ومنذ القديم من الزمان. وفى حقیقة الامر لم يھتم العالم قديمة وحديثه بدراسة تاريخ الامازيغ سوى في عام 2001 عندما أصدر العاھل المغربي محمد السادس مرسوما ملكیا بأنشاء (المعھد الملكي الأمازيغي) بتاريخ 17 أكتوبر ومن ھنا بدا العلماء في دراسة وتتبع التاريخ الأمازيغي. اما في التاريخ القديم فلم تكن ھناك دراسات جادة حولھم ولا حتى في التاريخ الإغريقي او الرومانى الا من نوادر عن التسمیة مثلا وبعض حكايات من الرواة الھواة الزائرين للصحراء وخاصة ان المنطقة الصحراوية لم تستھوي لا الاغريق ولا الرومان على الاطلاق. ولكن احقاقا للحق فان ھناك رجلا واحدا كتب عنھم وبتفاصیل كثیرة لأول مرة في التاريخ وھو المؤرخ والفیلسوف النابغة العظیم (ابن خلدون) رحمة الله علیه رحمة واسعة. فلو رجعنا الى تاريخ ابن خلدون حول الامازيغ فنجده يفرد لھم الصفحات الكثیرة في تاريخه ومما قاله بالنص عن ذلك ((ان الامازيغ الذين يطلق علیھم العرب اسم البربر وكما فعل الرومان قديما ينقسمون الى فرعین رئیسیین وھما البرانس وبتر. وابان الفتح الإسلامي للأندلس او أوروبا فكان ضمن اھل القتال من الامازيغ الكثیر والكثیر من البرانس وكذلك ھم الذين ساعدوا على قیام خلافة الادارسة وھى التي استقبلت ادريس الأول وبايعته وكان ملكا على الادارسة ولذلك ھم يتكلمون العربیة تماما ولا يعرفون لغة غیرھا، فالبرانس جمیعا يتكلمون اللغة العربیة. اما عن البتر فھم يتكلمون اللغة الامازيغیة وھى تتفرع إلى تنوعات تختلف قلیلا من منطقة إلى أخرى)). وبرجوعنا الى ما بعد انشاء المعھد الملكي في مملكة المغرب نجد علماء كثر وبطبیعة الحال وكما المعتاد اغلبیتھم من الأجانب نجدھم يصدقون على الكثیر والكثیر مما كتبه ابن خلدون وخاصة في موضوع اللغة الامازيغیة، وتنوع ھذه اللغة او اللھجة كان عائقا كبیرا امام تطورھا التاريخي وحتى الان وكما شرع المعھد الملكي في ذلك. ولكن مما يجدر ذكره ھو ان التنوعات (اللھجات) الامازيغیة متحدة فیما بینھا بشكل كامل في ما يخص قواعد اللغة والصرف والنحو والاشتقاق. وتنحصر الاختلافات في المعجم (حیث تستعمل مترادفات لھا
نفس المعنى) وبعض الاختلافات الطفیفة في التنغیم والنطق ومن المعروف ان عدم تعلیم اللغة الامازيغیة في المدرسة والجامعة ھو الذي يعقد المسالة. ويمكن لأي امازيغي من الجزائر مثلا ان يتقن التحدث بأمازيغیة شمال المغرب في بضعة اسابیع بسھولة لأنه لیس بصدد تعلم لغة جديدة بل بصدد اغناء لغته الامازيغیة بمفردات مترادفة جديدة! ولھذا تطالب الحركات الثقافیة الامازيغیة بتدريس اللغة الامازيغیة على جمیع المستويات وإدماجھا في الادارة والاعلام والقضاء. واخر الإصدارات التي تناولت ھذا الموضوع منذ عدة سنوات مضت وجد ان اللغة الامازيغیة بتنوعاتھا المختلفة تنحصر في ثلاثة تنوعات مثل (ثاريفیت، تاشلحیت، تاقبايلیت) في عشرة من البلدان الافريقیة أھمھا: 1 -المغرب: حیث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغیة كلغة أم 39 .9 %من السكان البالغ مجموعھم 33 .3 ملیون نسمة. 2 -الجزائر: حیث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغیة كلغة أم 45 .35 %من السكان البالغ 32 .9
ملیون نسمة. 3 -لیبیا: حیث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغیة كلغة أم 5,0 %من السكان البالغ مجموعھم 5 .9 ملیون نسمة. ثم اقل من ذلك في بلاد أخرى بالترتیب مثل: تونس، مالى، موريتانیا، النیجر، بوركینافاسو ومصر كأقل نسبة على الاطلاق. اما في المنطقة الأوروبیة وخاصة في أوروبا الغربیة بطبیعة الحال فتوجد جالیة أمازيغیة مغاربیة كبیرة لا يقل تعدادھا عن الملیونین نسمة وتتمیز ھذه الجالیة بارتباطھا القوي بوطنھا ثامازغا (شمال أفريقیا) وبتمسكھا بھويتھا الأمازيغیة. نشأة الحضارة الأمازيغیة منذ 3 آلاف عاما قبل المیلاد ان الحديث عن نشأة الحضارة الامازيغیة وكیفیة بدأھا من الأمور العسیرة التي يمكن التوصل لھا الان بعد كل تلك الالاف من السنین وخاصة انھا منطقة صحراوية قاتلة وقاحلة أحیانا ولكن البصمة التاريخیة الموثقة والاثرية نتناولھا في عدد من النقاط الحضارية الھامة متمثلة في العديد من النقاط الھامة مثل: 1 -اللغة والكتابة: لقد تحدثنا عن ھذه النقطة بإيجاز شديد في السطور السابقة وتنوعھا او لھجاتھا الثلاثة التي كانت تستخدم منذ القديم من الزمان وحتى وقتنا المعاصر. وكانت لھذه اللغة خطا يكتب بھا عرف باسم خط (التیفیناغ) وھي من أقدم الخطوط التي عرفتھا البشرية قديما وقد نجح المعھد الملكي للثقافة الأمازيغیة في معیرته، وھو الخط الذي تبناه النظام التعلیمي في المغرب لتلقین الأمازيغیة. تجدر الأشارة ألي أن كتابة التیفیناغ بقیت مستعملة بدون انقطاع من طرف الطوارق في حین كتب الأمازيغ بكتابات أجنبیة غیر أمازيغیة. ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ / ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ بعد خضوعھم للأجانب وتأثرھم بھم (شكل الكتابة الامازيغیة 2 -التقويم: ان الامازيغ لھم تقويم موثق الان ويعتبر أيضا من أقدم التقويمات منذ القديم من الزمان ويحتفل العديد من الامازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغیة التي توافق الیوم 12 من السنة المیلادية ويستعمل الأمازيغ الأسماء الجريجورية مع بعض التحريف غیر أن الأمازيغ نسجوا حول تلك الأسماء قصصا میثولوجیه وجعلوا منھا جزءا من ثقافتھم
ويعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغیة تبتدئ بعد تمكن زعیمھم (شیشنق) من ھزم جیوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدھم، وحسب الأسطورة فأن المعركة قد تمت بالجزائر بمدينة تلمسان. أما من الناحیة التاريخیة فأن المؤرخین يعتقدون بأن شیشنق الذي أسس الأسرة المصرية الثانیة والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب بل من خلال ترقیته في مناصب الدولة المصرية الفرعونیة ذلك لأن المصريین القدماء قد اعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبیر في جیش دولتھم خاصة منذ عھد الأسرة العشرين. ومن الأمور الھامة في الحضارة المصرية وكما في النصوص الموثقة المكتوبة فان أصل الملك شیشانق يعود الى أصول قبیلة المشوش وھذه القبیلة ھي على الأرجح من تونس الحالیة ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بین أمازيغ الجزائر والمشوش. ويعتقد بعض المؤرخون اخرين أن التفسیر الأمازيغي العامي لیس تاريخیا علمیا، فبعض الباحثین يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود ألي آلاف السنین حتى أنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني
3 -العقیدة الامازيغیة القديمة: تختلف العادات الامازيغیة من منطقة او حقبة زمنیة الى أخرى وھم أيضا مما لا شك فیه كغیرھم من الشعوب القديمة عبدوا العديد من الالھة ونجد من الھتھم على سبیل المثال (تانیث وآمون وأطلس وعنتي وبو صیدون) ومن خلال دراسة ھذه المعبودات وتتبع انتشارھا في الحضارات البحر الأبیض المتوسطیة يمكن نلمس مدى التأثیر الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغیة في الحضارات المتوسطیة ويمكن اعتبار آمون وتانیت نموذجین لھذا التأثیر الحضارى. الإله حمون: وجد إله أمازيغي له اسم مشابه ويتشابه مع آمون في بعض صفاته ھو (حمون) وتشكل سیوة نقطة استناد رئیسیة لنظرية تقترح وجود علاقة ما بینھما. كما توجد دراسات توضح أن علاقة ما قد توجد بینھما بافتراض أن اسمه مشتق من كلمة أمازيغیة (التي تمت بصلة قرابة للمصرية في نفس العائلة اللغوية تعني (ماء) وإن كان ھذا غیر مؤكد في ضوء المعارف الحالیة كما يعتقد النوبیون مثلا أنه أصلا من منطقة جبل بركل (حالیا في شمال السودان
ومن المحتمل أنه كانت توجد آلھة محلیة لدى ھذه الشعوب تشبه في صفاتھا آمون مما سھل تقبلھا له فدمجت بینه وبین آلھتھا المحلیة كما تشرب ھو صفاتھا لديھم ومن المحتمل أيضا أنه وجدت لآمون أصول مغرقة في القدم (ربما تعود إلى ما قبل التاريخ) لدى الشعوب الأفريقیة القديمة التي تشكل أصول كل ھذه الشعوب من نوبیین وأمازيغ وباقي سكان وادي النیل. وھذا ھو نفسه ما حدث أيضا فیما بعد وخاصة في العصر الإغريقي في مصر عندما قام الاغريق بربط الاله امون ملك الالھة بالإله الإغريقي زيوس كما ارتبط أيضا الاله خنوم بزيوس ربما بسبب شبھه بآمون، وبما أن نوع الكبش الممیز له انقرض مبكرا أصبح خنوم أيضا يرتبط بكبش آمون. ففي الأصل الحضارى الإغريقي والروماني نجد ان كلاھما أعجبوا بالإله امون الامازيغى كما أشاروا ھم الى ذلك فقام الاغريق وربطه بكبیر الھتھم زيوس وكذلك الرومان بكبیر الھتھم جوبتیر، وكان ذلك تمازجا بین الھتھم وبین امون المصري او امون الامازيغى وھو نفسه الاله حمون وكما في النصوص الامازيغیة القديمة
ملحوظة ھامة جدا: ان موضوع النماذج ھذا كان بحثا دقیقا قام به الأستاذ (جابريل كامبس) وھو فرنسي الأصل من موالید الجزائر في عام 1927 وتوفى ودفن في فرسنا عام 20022 ،أي بعد عام واحد من تأسیس المعھد الامازيغى في مملكة المغرب. وھو يعتبر من أوائل الباحثین الآثاريین في التاريخ الامازيغى القديم وأول من يعمل مقارنة دينیة بین امون المصري وامون الامازيغى. وكان أيضا اول من ينادى بتأسیس المعھد الأمازيغي والذي أقیم بمملكة المغرب وكما كتبنا من قبل. ولقد حاول كثیرا معرفة أصول وجذور سلالة الأمازيغ منذ الحفريات الأولى وخاصة ان الاب الروحي والفعلي للأمازيغ كان يدعى (ما زيغ) والذي احتار في أصله وفصله ومثله مثل أي باحث اثارى أجنبي لا يرغب حتى بالاعتراف مما قاله القدماء من العرب عن الامازيغ، وھذه ھي مشكلتنا نحن الباحثین في جذورنا واصلنا ودائما الأجنبي ھو الاصدق حتى وان لم يصل الى صدق الحديث بعد. أ- الطبري: ذكر الطبري في تاريخه ان الأمازيغ من ذرية ما زيغ وبر أبناء يقشان ابن إبراھیم علیه السلام. ب- ابن خلدون: وقد ذكر ابن خلدون أنه قد قال القديس الجزائري الأمازيغي أوغسطین قولة مأثورة (إذا سألتم فلاحینا عن أصلھم سیجیبون نحن كنعانیون) وھي أن الأمازيغ أبناء كنعان ابن يقشان. الإلھه تانیث: تانیث ھي ربة الخصوبة وحامیة مدينة قرطاج وھي ربة أمازيغیة الأصل عبدھا الفینیقیون كأعظم ربات قرطاج وجعلوھا رفیقة لكبیر ألھھم بعل. كما عبدھا المصريون القدماء كأحد أعظم رباتھم
وقد عرفت عندھم باسم نیت، ويؤكد أصلھا الأمازيغي (اللیبي) ما أشار إلیه الأستاذ (مصطفى بأزمة) من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونیة أشاروا إلى أنھا معبودة أمازيغیة استقرت في غرب الدلتا. ثم عبدت من طرف الإغريق حیث عرفت باسم آتینا بحیث أشار كل من ھیرودوت وأفلاطون أنھا نفسھا نیت اللیبیة، وقد سمیت أعظم مدينة إغريقیة إلى ھذه الربة الأمازيغیة أثینا
. أما تأثیر ھذه الربة في بلاد الأمازيغ يتجلى في ما يعتقده البعض من أن تونس قد سمیت نسبة إلى ھذه الربة تانیث، بحیث أن الاسم القديم لتونس كان ھو تانیس مما جعلھم يعتقدون أن الاسم مجرد تحريف للثاء إلى السین. ويرجح المؤرخون أن ھذه الربة قد عبدت في تونس الحالیة حول بحیرة (تريتونیس) حیث ولدت وحیث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجیدا لھذه الربة الى جانب ھذه الآلھة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وھو ما ذكره ھیرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحیة التي تقوم على تمجید الأجداد كما أشار إلى ذلك ھیرودوت. من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقیا يتبین أن الیھود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغیة. ويرجح أن الیھود نزحوا أول الأمر مع الفینیقیین إلى شمال إفريقیا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين بالیھودية قبل الفتح الإسلامي وبعضھا بقي على ھذا الدين بعد الفتح. آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسیحیة ودافعوا عنھا في محنتھا من أمثال توتیلینونس وأرنوبیوس، كما برز أوغسطین كأحد أعظم آباء الكنیسة. وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الاسلامیة وجاھدوا في نشرھا حتى أن أول المسلمین الذين فتحوا الأندلس كانوا في معظمھم أمازيغ بقیادة الشاب الأمازيغي طارق ابن زياد. الشمس والقمر: ان الشمس والقمر في العقیدة الامازيغیة كانت تلعب ادوارا عقائدية مثلھا مثل الحضارات القديمة أيضا وخاصة الحضارة المصرية أقرب المناطق الحضارية الى الامازيغ سكنا (واحة سیوة) وفكرا دينیا. يعرف القمر في اللغة الامازيغیة باسم (تزيري) وھو نفس المسمى في لغة اھل سیوة الأصلیین حتى يومنا ھذا وكذلك الھلال ويعرف أيضا باسم (ايور) ھو نفسه إله القمر لدى الامازيغ وكما قال الآثاري المتخصص كامبس. ويقال بان الامازيغ عبدوا القمر او كانت لھم طقوس دينیة للقمر. ولقد أكد ذلك أيضا المؤرخ العظیم ابن خلدون وكذلك المؤرخ الیوناني ھیرودوت حیث قالوا بان عبادة القمر من العبادات المتوغلة في القدم وكان الامازيغ يقدمون القرابین لكل من الشمس والقمر
ومما أكده العالم كامبس بان الامازيغ كانوا يقومون بقطع أذن الضحیة ويلقونھا على منازلھم ثم يقتلونھا بلى عنقھا ثم يتقربون بھا الى الشمس والقمر وكان يجرى ھذا الطقس للشمس والقمر فقط ولیس لأي إله اخر وھي طقوس معروفة عند كل اللیبیین. اما في القرن الأول قبل المیلاد فقد أشار الرومي المؤرخ سیسرون الى تقديس الملك النومیدى (ماسینیسا) للشمس. وانه عندما زاره الرومي (سیبیو افريكانوس) قام الملك ماسینیسا وعانقه بشدة وبعیون دامعة نظر الى السماء قائلا (أشكرك أيتھا الشمس العظیمة كما أشكرك أيتھا الكائنات السماوية لاستقبالي سیبیو في حیاتي ومملكتي وقصري) والى جانب ھذه الراوية التاريخیة وغیرھا من الروايات تم العثور على نقوش باللغة اللاتینیة تحمل معنى (الشمس العظیمة) وھذه النقوش عثر علیھا بالمصادفة في سوق احراس بالجزائر منذ سنوات عديدة ماضیة. كان الأمازيغ يعبدون القمر سواء في طور اكتماله كبدر أم في مرحلته الھلالیة، وعبادة القمر الھلال ھي ما كانت متجسدة في عبادة الإله آمون الممثل بقرني الكبش وإلى جانب الشمس والقمر عبد الأمازيغ الكھوف والجبال والوديان والحجارة. ويعتقد الآثاري المتخصص في حضارة الامازيغ (ثور ھايردال) ان الاشكال الھرمیة التي شیدت في جزر الكناري قد شیدت تعظیما للشمس ويعتقد بان ھذه العبادة قد نقلھا الامازيغ الى جزر الكناري عبر البحر المتوسط ومنھا الى القارة الامريكیة الغوانش في جزر الكنارى ھل ھم أيضا من أصل الامازيغ: عند الغوانش ً إلھا يسمى (أشمان) وكانوا يقدمون له الأضحیة والخمور تقربا إلیه وكان تجسیده يشبه الشمس. وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش إلھا شمسیا وكانوا يسمونه (ماجك) و(آمن) وھو اسم قد يعنى(الرب) وفي إحدى لھجات الطوارق تشیر كلمة (امناي) إلى اسم الله. الغوانش ھم السكان الأصلیین لجزر الكناري ينحدرون من سوس ودرعة ھاجروا إلى الأرخبیل بین 1000 ق. م. و100 ق. م. وھم ينحدرون من أصول أمازيغیة. ويمكن اعتبار الغوانش كمجموعة متمايزة بأنھم شعب منقرض. وقد وجدھم الأوروبیون الذين استعمروا الجزر في العصور الوسطى (الاسبان) يعیشون حیاة بدائیة مثل حیاة العصور الحجرية الحديثة. والیوم، تكاد ثقافتھم تكون قد اختفت ولكن يمكن ملاحظة بعض آثارھا مثل لغة التصفیر السیلبو التي يتحدثھا سكان جزيرة لا غومیرا. الموت والدفنات: كان الأمازيغ يدفنون أنفسھم في شكل جانبي وبشكل مثني وفي أحیان أخرى في شكل جانبي. وكانوا يصبغون جثث موتاھم بالطین الأحمر أو الأوكر وكانت ھذه العادة قفصیه أكثر مما كانت ايبیروا مورسیة، وكلاھما يعتبران أسلافا للأمازيغ. كشفت بعض المقابر ما قبل التاريخ أنه كانت توضع بعض الأدوات مع المیت كالأسلحة والحلي وقشور بیض النعام ربما لیستخدمھا في العالم الآخر. خلافا لأمازيغ الشمال الأفريقي، قام الغوانش وھم سكان جزر الكناري الأصلیین بتحنیط جثث موتاھم فكان البعض منھا يجفف ويلف بجلد الماعز. أما في شمال أفريقیا فقد عثر الآثاري الإيطالي (فاريزيو موري) في عام 1958 على مومیاء لیبیة قديمة ويقول بانھا أقدم تاريخیا من المومیاوات المصرية القديمة!!!. وكان الامازيغ يقدسون الموتى وتعتبر من اھم ممیزات الامازيغ في العصور القديمة. وبالفعل فھي ظاھرة قديمة في شمال أفريقیا غرب مصر، حیث كتب عنھا(بومبینوس) أنه في (أوجلة) تعتبر أرواح الأسلاف بمثابة آلھة إذ أنھم يقسمون بھا ويستشیرونھا في أمورھم ثم ينامون لیتلقوا الإجابات في شكل أحلام. ولم يغفل ھذا الامر أيضا المؤرخ الإغريقي ھیرودوت الذي يرجع الیه الفضل بأمداد الكتب التاريخیة بأخبار لیبیا قديما حیث يروى عن قبیلة تسمى (الناسمون) ما يلي ((يقسمون برجال منھم عرف عنھم الورع والشجاعة في حیاتھم بعدما يضعون أيديھم على قبورھم. وھم يتعبدون بزيارة قبور خاصة بأسلافھم ويستلقون فوقھا بعد الصلاة ويتقبلون كل ما سیرونه في منامھم)). إلى يومنا ھذا لايزال الامازيغ يقدسون قبور الأولیاء في شمال أفريقیا خاصة في المغرب البلد الذي يسمى أحیانا ببلد ألف ضريح وضريح بحیث أنه لا تكاد تخلو أي قرية من ضريح يقدسه سكانھا حتى بعض المدن سمیت نسبة إلیھا كالمدن التي تبدأ باسم (سیدي. . .) ويعرف الولي أو القديس عند الأمازيغ في أيامنا باسم (أمرابض) وھو اسم يعود إلى الكلمة العربیة (مرابط) لارتباط المتصوفة غالباً بالجھاد ورباطھم في الصفوف الأمامیة المعروفة باسم (الرباط) وقد حور الغربیون ھذا الاسم في لغاتھم إلى مرابوط. 4 -الفن والمعمار: ان الفن المعماري في حضارة الامازيغ أكده علمائھم الباحثین في الامر وخاصة في بناء الاھرامات مثلا ولقد وجد أيضا في اللغة الامازيغیة كلمات متشابھة في ھذا الامر ومنھا كلمة الھرم نفسه (اغرم = ھرم) في ذلك قال احد الباحثین الجادين في الحضارة الامازيغیة مقولته الشھیرة منذ عدة سنوات ماضیة ((فإن كان لدى المصريون أجمل أھرامات وأعقدھا فإن لدى الأمازيغ أقدمھا على الإطلاق، الفرق بینھما أن نظام بنائھا لدى الفراعنة غیر مفھوم وصعب التفسیر حیث أنھم بنوا الأھرامات الثلاثة المعروفة أولا لكن الأھرامات التي بنیت فیما بعد كانت حقیرة و مبنیة بالطین على عكس الأولى التي بنیت بالحجارة الضخمة
وقد عرفت عندھم باسم نیت، ويؤكد أصلھا الأمازيغي (اللیبي) ما أشار إلیه الأستاذ (مصطفى بأزمة) من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونیة أشاروا إلى أنھا معبودة أمازيغیة استقرت في غرب الدلتا. ثم عبدت من طرف الإغريق حیث عرفت باسم آتینا بحیث أشار كل من ھیرودوت وأفلاطون أنھا نفسھا نیت اللیبیة، وقد سمیت أعظم مدينة إغريقیة إلى ھذه الربة الأمازيغیة أثینا
. أما تأثیر ھذه الربة في بلاد الأمازيغ يتجلى في ما يعتقده البعض من أن تونس قد سمیت نسبة إلى ھذه الربة تانیث، بحیث أن الاسم القديم لتونس كان ھو تانیس مما جعلھم يعتقدون أن الاسم مجرد تحريف للثاء إلى السین. ويرجح المؤرخون أن ھذه الربة قد عبدت في تونس الحالیة حول بحیرة (تريتونیس) حیث ولدت وحیث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجیدا لھذه الربة الى جانب ھذه الآلھة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وھو ما ذكره ھیرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحیة التي تقوم على تمجید الأجداد كما أشار إلى ذلك ھیرودوت. من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقیا يتبین أن الیھود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغیة. ويرجح أن الیھود نزحوا أول الأمر مع الفینیقیین إلى شمال إفريقیا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين بالیھودية قبل الفتح الإسلامي وبعضھا بقي على ھذا الدين بعد الفتح. آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسیحیة ودافعوا عنھا في محنتھا من أمثال توتیلینونس وأرنوبیوس، كما برز أوغسطین كأحد أعظم آباء الكنیسة. وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الاسلامیة وجاھدوا في نشرھا حتى أن أول المسلمین الذين فتحوا الأندلس كانوا في معظمھم أمازيغ بقیادة الشاب الأمازيغي طارق ابن زياد. الشمس والقمر: ان الشمس والقمر في العقیدة الامازيغیة كانت تلعب ادوارا عقائدية مثلھا مثل الحضارات القديمة أيضا وخاصة الحضارة المصرية أقرب المناطق الحضارية الى الامازيغ سكنا (واحة سیوة) وفكرا دينیا. يعرف القمر في اللغة الامازيغیة باسم (تزيري) وھو نفس المسمى في لغة اھل سیوة الأصلیین حتى يومنا ھذا وكذلك الھلال ويعرف أيضا باسم (ايور) ھو نفسه إله القمر لدى الامازيغ وكما قال الآثاري المتخصص كامبس. ويقال بان الامازيغ عبدوا القمر او كانت لھم طقوس دينیة للقمر. ولقد أكد ذلك أيضا المؤرخ العظیم ابن خلدون وكذلك المؤرخ الیوناني ھیرودوت حیث قالوا بان عبادة القمر من العبادات المتوغلة في القدم وكان الامازيغ يقدمون القرابین لكل من الشمس والقمر
ومما أكده العالم كامبس بان الامازيغ كانوا يقومون بقطع أذن الضحیة ويلقونھا على منازلھم ثم يقتلونھا بلى عنقھا ثم يتقربون بھا الى الشمس والقمر وكان يجرى ھذا الطقس للشمس والقمر فقط ولیس لأي إله اخر وھي طقوس معروفة عند كل اللیبیین. اما في القرن الأول قبل المیلاد فقد أشار الرومي المؤرخ سیسرون الى تقديس الملك النومیدى (ماسینیسا) للشمس. وانه عندما زاره الرومي (سیبیو افريكانوس) قام الملك ماسینیسا وعانقه بشدة وبعیون دامعة نظر الى السماء قائلا (أشكرك أيتھا الشمس العظیمة كما أشكرك أيتھا الكائنات السماوية لاستقبالي سیبیو في حیاتي ومملكتي وقصري) والى جانب ھذه الراوية التاريخیة وغیرھا من الروايات تم العثور على نقوش باللغة اللاتینیة تحمل معنى (الشمس العظیمة) وھذه النقوش عثر علیھا بالمصادفة في سوق احراس بالجزائر منذ سنوات عديدة ماضیة. كان الأمازيغ يعبدون القمر سواء في طور اكتماله كبدر أم في مرحلته الھلالیة، وعبادة القمر الھلال ھي ما كانت متجسدة في عبادة الإله آمون الممثل بقرني الكبش وإلى جانب الشمس والقمر عبد الأمازيغ الكھوف والجبال والوديان والحجارة. ويعتقد الآثاري المتخصص في حضارة الامازيغ (ثور ھايردال) ان الاشكال الھرمیة التي شیدت في جزر الكناري قد شیدت تعظیما للشمس ويعتقد بان ھذه العبادة قد نقلھا الامازيغ الى جزر الكناري عبر البحر المتوسط ومنھا الى القارة الامريكیة الغوانش في جزر الكنارى ھل ھم أيضا من أصل الامازيغ: عند الغوانش ً إلھا يسمى (أشمان) وكانوا يقدمون له الأضحیة والخمور تقربا إلیه وكان تجسیده يشبه الشمس. وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش إلھا شمسیا وكانوا يسمونه (ماجك) و(آمن) وھو اسم قد يعنى(الرب) وفي إحدى لھجات الطوارق تشیر كلمة (امناي) إلى اسم الله. الغوانش ھم السكان الأصلیین لجزر الكناري ينحدرون من سوس ودرعة ھاجروا إلى الأرخبیل بین 1000 ق. م. و100 ق. م. وھم ينحدرون من أصول أمازيغیة. ويمكن اعتبار الغوانش كمجموعة متمايزة بأنھم شعب منقرض. وقد وجدھم الأوروبیون الذين استعمروا الجزر في العصور الوسطى (الاسبان) يعیشون حیاة بدائیة مثل حیاة العصور الحجرية الحديثة. والیوم، تكاد ثقافتھم تكون قد اختفت ولكن يمكن ملاحظة بعض آثارھا مثل لغة التصفیر السیلبو التي يتحدثھا سكان جزيرة لا غومیرا. الموت والدفنات: كان الأمازيغ يدفنون أنفسھم في شكل جانبي وبشكل مثني وفي أحیان أخرى في شكل جانبي. وكانوا يصبغون جثث موتاھم بالطین الأحمر أو الأوكر وكانت ھذه العادة قفصیه أكثر مما كانت ايبیروا مورسیة، وكلاھما يعتبران أسلافا للأمازيغ. كشفت بعض المقابر ما قبل التاريخ أنه كانت توضع بعض الأدوات مع المیت كالأسلحة والحلي وقشور بیض النعام ربما لیستخدمھا في العالم الآخر. خلافا لأمازيغ الشمال الأفريقي، قام الغوانش وھم سكان جزر الكناري الأصلیین بتحنیط جثث موتاھم فكان البعض منھا يجفف ويلف بجلد الماعز. أما في شمال أفريقیا فقد عثر الآثاري الإيطالي (فاريزيو موري) في عام 1958 على مومیاء لیبیة قديمة ويقول بانھا أقدم تاريخیا من المومیاوات المصرية القديمة!!!. وكان الامازيغ يقدسون الموتى وتعتبر من اھم ممیزات الامازيغ في العصور القديمة. وبالفعل فھي ظاھرة قديمة في شمال أفريقیا غرب مصر، حیث كتب عنھا(بومبینوس) أنه في (أوجلة) تعتبر أرواح الأسلاف بمثابة آلھة إذ أنھم يقسمون بھا ويستشیرونھا في أمورھم ثم ينامون لیتلقوا الإجابات في شكل أحلام. ولم يغفل ھذا الامر أيضا المؤرخ الإغريقي ھیرودوت الذي يرجع الیه الفضل بأمداد الكتب التاريخیة بأخبار لیبیا قديما حیث يروى عن قبیلة تسمى (الناسمون) ما يلي ((يقسمون برجال منھم عرف عنھم الورع والشجاعة في حیاتھم بعدما يضعون أيديھم على قبورھم. وھم يتعبدون بزيارة قبور خاصة بأسلافھم ويستلقون فوقھا بعد الصلاة ويتقبلون كل ما سیرونه في منامھم)). إلى يومنا ھذا لايزال الامازيغ يقدسون قبور الأولیاء في شمال أفريقیا خاصة في المغرب البلد الذي يسمى أحیانا ببلد ألف ضريح وضريح بحیث أنه لا تكاد تخلو أي قرية من ضريح يقدسه سكانھا حتى بعض المدن سمیت نسبة إلیھا كالمدن التي تبدأ باسم (سیدي. . .) ويعرف الولي أو القديس عند الأمازيغ في أيامنا باسم (أمرابض) وھو اسم يعود إلى الكلمة العربیة (مرابط) لارتباط المتصوفة غالباً بالجھاد ورباطھم في الصفوف الأمامیة المعروفة باسم (الرباط) وقد حور الغربیون ھذا الاسم في لغاتھم إلى مرابوط. 4 -الفن والمعمار: ان الفن المعماري في حضارة الامازيغ أكده علمائھم الباحثین في الامر وخاصة في بناء الاھرامات مثلا ولقد وجد أيضا في اللغة الامازيغیة كلمات متشابھة في ھذا الامر ومنھا كلمة الھرم نفسه (اغرم = ھرم) في ذلك قال احد الباحثین الجادين في الحضارة الامازيغیة مقولته الشھیرة منذ عدة سنوات ماضیة ((فإن كان لدى المصريون أجمل أھرامات وأعقدھا فإن لدى الأمازيغ أقدمھا على الإطلاق، الفرق بینھما أن نظام بنائھا لدى الفراعنة غیر مفھوم وصعب التفسیر حیث أنھم بنوا الأھرامات الثلاثة المعروفة أولا لكن الأھرامات التي بنیت فیما بعد كانت حقیرة و مبنیة بالطین على عكس الأولى التي بنیت بالحجارة الضخمة
يعني و كأن الفراعنة نسوا كیف بنوا الأھرامات الأولى. أما لدى الأمازيغ فیلاحظ أنھم طوروھا مع الزمن حیث بنوا المتراكمة يتراوح طولھا بین بضعة أمتار و300 متر وتتخللھا ممرات وحجرات لكن علوھا لا يتجاوز بضعة أمتار)). وتوجد في (تین كاويا) غرب واحة غاط بمنطقة آجر غربي الفزان في لیبیا وتوجد في قرية (تیط) في وسط الصحراء الجزائرية وكذلك في مكان (تین غرزور) بازينات او المقابر: البازينات ھي عبارة عن مقابر يعلوھا ھرم صغیر مربع القاعدة مبني بحجارة متراصة لا ملاط معھا وتوجد بكثرة في منطقة (الفزان) بالجھة الجنوبیة الغربیة اللیبیة وفي منطقة الشلف الأعلى بالدزاير وھي أقدم من الأھرامات المصرية. وكذلك بنوا ما يعرف باسم الضريح او الضرائح لشیوخھم وھي ضرائح مخروطیة الشكل ويوجد منھما اثنین سالمي البناء أولھما على بعد 100 كیلومتر من الجزائر العاصمة
وبنیت كذلك ما يعرف باسم الضريح النومیدى في الماكن المسمى (میدراسن) قرب جبال الاوراس. كما يوجد بقايا لھذه الاضرحة في المروك داخل المثلث الذي ترسمه النقاط الثلاثة (فاس والحاجب ومكناس) ھذه البنايات الثلاثة بناھا ملوك أمازيغیون: نومیديون وموريتانیون شیدوھا في عصور تاريخیة تتراوح بین القرنین الخامس والأول قبل المیلاد وتتمیز بتشابھھا مع الأھرامات المصرية في تخطیطاتھا الأساسیة العامة الفن المعماري الامازيغى: ان الامازيغ من الناحیة الحضارية كان لھم أسلوب وفن خاص معماري مثلھم مثل الحضارات القديمة. وفى ھذا الشأن المتخصص تم لأول مرة صدور كتاب عالمى باسم (الفنون والعمارة الامازيغیة بالمغرب) وصدر عن طريق المعھد الامازيغى بمملكة المغرب في عام 2004 وموثق من الیونیسكو كذلك. وھذا الكتاب قام على اعداده الكثیر من الباحثین الأجانب والمتخصصین المغاربة، ومنھم الأستاذ المغربي (احمد بوكوس). وھذا الكتاب يفتح نوافذ انثروبولجیة وفنیة على التراث الامازيغى ويحكى قصة ابداع بشرى جماعي يدافع عن حضوره باستماته امام العالم. وھذا الكتاب صدر في 275 صفحة من المقاس الكبیر بالصور الموثقة ونصوص توضح جمالیات التراث الامازيغى من ناحیة المعمار والصناعات مثل الخزف والخشب وغیر ذلك. وفى ھذا الكتاب أيضا القى الضوء الكبیر على الجمال القروي والبیئة والاستخدام النفعي للإنسان الأمازيغي منذ القديم من الزمان حتى وقتنا المعاصر. ولقد أوضح في ھذا الكتاب أيضا النقوش الصخرية التي تكشف تحركات الجماعات البشرية في المغرب القديم، وجوانب من الاشغالات الیومیة والمیتافیزيقیة للإنسان إلى التصامیم المختلفة للمجوھرات أشكالھا، تقنیات تنمیقھا دلالاتھا الاجتماعیة الفئوية مرورا بأسرار صناعات الزرابي في البیوت الأمازيغیة، زخرفتھا واستخداماتھا وصولا إلى عبقرية النقش على الخشب ووظائفه في تأثیث البیت وتوفیر مستلزمات الحیاة الیومیة فضلا عن أبعاده الفنیة الإبداعیة. 5-الديانة المصرية الامازيغیة: ان ھذا المصطلح يعتبر حديث نسبیا حیث لم يشیر الیه أحدا على الاطلاق سواء في القديم او الحديث الا بعد ظھور الحضارة الامازيغیة في عصرنا ھذا وبعد تأسیس المعھد الامازيغى بمملكة المغرب. وھنا نتسائل جمیعا ھل ھناك فعلا ديانة مصرية أمازيغیة كما يدعى علماء حضارة الامازيغ؟؟؟ ونتناول الان اقوالھم حول ذلك في عدة سطور مبسطة مثل
أ- المصريون القدماء ھم أقدم جیران الأمازيغ وھم أقربھم عقائديا إلیھا. تضرب جذور العلاقات المصرية الأمازيغیة في أعماق التاريخ، وقد أشارت أقدم كتابة مصرية إلى إحدى قبائل البربر القديمة وھي التحنو. أكثر من ذلك يمیل بعض المؤرخین إلى جعل أصل صحراوي قبل تاريخي مشترك بینھما ومن ثم كان تشابك المعتقدات المصرية والأمازيغیة في حالات مختلفة. ب- يعد كل من الإلھین إيزيس وأوز يريس أبرز الآلھة المصرية القديمة التي اكتسحت معتقدات الأمازيغ الشرقیین، وھو ما سجله ھیرودوت قائلا ((على الرغم من أن ھذه القبائل اللیبیة لا تعرف طعم لحم البقر فإنھا تمتنع عن أكله كالمصريین للسبب نفسه، وكلاھما لا يربون الخنازير. حتى في قورينا تعتقد النساء انه من الإثم أكل لحم البقر وھم بذلك يعظمون الربة المصرية إيزيس حیث أن كلا من الشعبین يتقربان إلیھا بالصیام والاحتفالات. أما النساء البرقیات فھن لا تمتنعن عن أكل لحوم البقر فقط وإنما تمتنعن أيضا عن أكل لحوم الخنازير. يبدو أن ھذه القبائل قد امتنعت عن أكل لحوم الخنزير لأنه كان حیوان ست المقدس، فیما امتنعوا عن أكل لحوم البقر لكون البقرة حیوان أيزيس المقدس)) ج- يقول المؤرخ اللیبي (محمد مصطفى بأزمة) حسب ما كتبه في بحثه حول ذلك ((كان أوز يريس من ضمن الآلھة المصرية التي عبدھا الأمازيغ كما أن مكانا على الأقل ذكره ھیرودوت كان يحمل اسم إيزيس)) د- يقول الآثاري بیدج المتخصص في حضارة الامازيغ في بحثه او كتابه (الامازيغ 30 قرنا من الديانات) ومعه قلة من المتخصصین في ھذا الامر ((أن أوز يريس كان معبودا من أصل لیبي، وأن كل النصوص التي أشارت ألیه خلال كل الفترات كانت تصب في اتجاه كونه إلھا أصیلا في شرق شمال أفريقیا وأن موطنه الأصلي قد يكون لیبیا)) 6 -تسلسل التاريخ الامازيغى: ان تاريخ الامازيغ شانه شان اية حضارة قامت قد مرت بعدة مراحل في التاريخ صعودا وھبوطا وكذلك الوصول الى قمة التاريخ الحضارى ثم الافول، ولذلك نتناول ھذا التاريخ في بسطة وجیزة بمراحله العمرية والتقويمیة. ان اول من يكتب من المؤرخین عن تاريخ لیبیا كان المؤرخ الإغريقي ھیرودوت حیث قال بان لیبیا تمتد من حیث تنتھي مصر الغربیة. وقد أشار بان المجموعات السكانیة التي تقیم على امتداد ھذه المنطقة كلھا تنتمي الى فصیل واحد وھم الامازيغ وعلى امتداد الصحراء الكبرى ولھم حضارة صحراوية وھم ينتمون الى فصلین اثنین وھما التمحو والتحنو الذين تم ذكرھم في النصوص المصرية القديمة. ونلاحظ أن (ھیرودوت) لم يفرق بین ھذه المجموعات اللیبیة من حیث الجنس وإنما من حیث اختلاف نوع حیاة كل منھما عن الأخرى. وھذا ما أكده العلماء الحديثون تماما حیث اثبتوا بان اللیبیین القدماء ينقسمون الى مجموعتین وھم لیبیون شرقیون ولیبیون غربیون وكذلك صدقوا كل ما كتبه ھیرودوت وخاصة ان الروابي التي كان يقصدھا المؤرخ الإغريقي كانت تعنى الواحات الكثیرة وخاصة انه ذكر اھم الواحات على الاطلاق وھي واحة الامونیین الذين يعبدون الاله امون وھم سكان واحة سیوة، ثم ذكر واحة خغبوب وواحة أوجلة وواحات الجرامنة
7 -المصادر المصرية القديمة: يمكن تقسیم المصادر المصرية القديمة حسب مراحل تاريخ منطقة وادي النیل في العصور القديمة إلى عدة اقسام ھامة دراسیة كما يلي: 1 -وثائق ما قبل التاريخ: انھا وثائق ما قبل الأسرات وبداية الأسرات نلاحظ على ھذه المصادر أنھا عبارة على مناظر عامة منقوشة لا تصطحبھا نصوص كتابیة لأن الكتابة الھیروغلیفیة في ذلك الوقت لم تكتمل عناصرھا بعد وھذه المصادر ھي: أ- مقبض سكین جبل العرق: عثر على ھذا المقبض تجاه نجع حمادي بالصحراء الشرقیة. تمثل الرسومات التي على ھذا المقبض رجال لھم خصلة مـن الشعر على شكــل ضفیرة ويلبسون كیس العورة وھي صفات يتخذھا الباحثون علامات ممیزة للیبیین القدماء في ذلك الوقت. ب- حیوانات كثیرة للصید ويزينون شعورھم بالريش ويرتدون كیس العورة ولھم ذيول تتدلى من قمصانھم وكل ھذه الصفات اتخذھا الباحثون كعلامات للیبیین القدماء وھي من العلامات التي شاھدناھا بكثرة في الرسوم
الصخرية بالصحراء الكبرى وھي رسوم ترجع لعصور ما قبل التاريخ ج- لوحة التحنو: وتعتبر ھذه اللوحة أھم الشواھد الأثرية التي تدل على اللیبیین القدماء وقد عثر علیھا في ابیدوس في مصر العلیا وقد استطاع العالم الألماني (تاسیتى) من خلال ھذه اللوحة أن يمیز العلامة الھیروغلیفیة التي تدل على التحنو نجد على أحد وجھي ھذه اللوحة رسومات تمثل سبع مدن محصنة متحالفة استطاع أن ينتصر علیھا الملك. أما على الوجه الآخر فنجد ثلاثة صفوف تمثل ثیران وحمیر وأغنام وأسفلھا أشجار زيتون بالقرب منھا العلامة الھیروغلیفیة التي تدل على التحنو. د- لوحة التوحید: لقد ظھر اسم التحنو خلال الأسرة الأولى (3400 -3200 ق. م.) في عھد الملك نعرمر على أسطوانة من العاج تعرف باسم لوحة التوحید. ويبدو الملك في ھذا النقش وھو يضرب مجموعة من الأسرى الجاثمین نقش فوقھم عبارة تحنو باللغة الھیروغلیفیة ولقد اختلف المؤرخون في تفسیر ھذه اللوحة فنجد (برستد) يعبر عنھا ب (نعرمر ينتصر على اللیبیین) في حین نجد (دريتون) و(جاردن) يعبر عن ھذه اللوحة ب (نعرمر ينتصر ويھزم سكـان الوجه البحري وھو يوحد القطرين). ونلاحظ أن جمیع ھؤلاء الباحثین على صواب لأن الكثیر من العلماء يعتقد أن نعرمر استطاع توحید منطقة وادي النیل بعد أن طرد منھا اللیبیین الذين كانوا يقیمون في الوجه البحري والملفت للنظر ھنا أنه لا يمكن التمییز بین صور وأشكال أھل الدلتا في ھذه اللوحة وبین التحنو أو اللیبیون الذين میزتھم الرسوم المصرية القديمة بأنھم أشخاص ملتحون ويزينون شعورھم بالريش ويرتدون كیس العورة وتتدلى من قمصانھم القصیرة ذيول 2 -وثائق الدولة القديمة (2900-2280ق. م.): يلاحظ على ھــذه الوثائق بأنھـا ابتداء مـن الدولة القديمة أصبحت تدون عن طريق الكتابة الھیروغلیفیة ففي بعض الأحیان تكون النصوص مختصرة وفى أحیان أخرى تكون مفصلة إلى أبعد الحدود ويمكن تقسیمھا على النحو الاتي: أ- نص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة على حجر بالرمو: ويفید النص أن الملك سنفرو قاد حملة ضد التحنو وأسر منھم 1100 أسیر واستولى على 13100 رأس من الماشیة والأغنام
ب- نصوص الملك ساحورع من الأسرة الخامسة على جدران معبد الملك ساحورع: لقد زودتنا ھذه النقوش بمعلومات وافیة عن التحنو خاصة فیما يتعلق بسماتھم البشرية وملابسھم وبعض المیزات الأخرى التي تذكرنا بصور اللیبیین القدماء التي استقیناھا من وثائق ما قبل الأسرات وبداية الأسرات. ج- نصوص أونى حاكم الجنوب: يذكر أونى حاكم الجنوب على جدران مقبرته في أبیدوس بأنه قاد جیشا ضد بدو آسیا في عھد الملك بیبي الأول (الأسرة السادسة) وكان يتكون الجیش من العديد من سكان الجنوب ومنھم سكان بلاد التمحو ويبدو أن ھذه الإشارة أول ذكر لقبائل التمحو. د- نصوص حرخوف حاكم وقائد القوافل في الجنوب (الأسرة السادسة): لقد وصف حرخوف من خلال النصوص التي تركھا على جدران مقبرته في القنتین رحلاته إلى إقلیم يام في النوبة وأنه تقدم حتى وصل بلاد التمحو التي تقع في الجنوب الغربي من النیل وكان يعنى واحة سیوة. 3 -وثائق الدولة الوسطى (2060 -1785 ق. م): لم تكن الوثائق التي تتحدث عن اللیبیین خلال ھذه الدولة كثیرة وإن وجدت، فیشوبھا بعض الغموض وأھم وثائق ھذه الدولة التي تتعلق باللیبیین ھي: أ- حكاية سنوھي، وھو أحــد رجال البلاط في عھد الملــك منتوحتب الأول (1991-1961قبل المیلاد): لقد ذكر سنوھي أن سنوسرت ابن الملك منتوحتب الأول خاض حربا ضد التمحـو ويرى المؤرخون أن ھــذه الحرب توجت بالنصر والدلیل على ذلك مــا ذكره (ديودورس الصقلى) بان سنوسرت الأول قد اخضع الشق الأكبر من لیبیا. ب- مخلفات المجموعة السكانیة التي يطلق علیھا المجموعة ج: لقد عاصرت ھذه المجموعة السكانیة الدولة الوسطى وقد ألقت المخلفات التي تعود لھذه المجموعة بعض الضوء عن العلاقات التي كانت بین اللیبیین وجنوب منطقة وادي النیل. ويرى بعض العلماء في ھذه المجموعة السكانیة بأنھا فرع جنوبي للتمحو أو كلیبیین جنوبیین. 4 -وثائق الدولة الحديثة (1580-1085 ق. م): لقد خلفت لنا الدولة الحديثة أكبر قدر من الوثائق التي تتمثل في النقوش والصور والتي من خلالھا تعرفنا على مجموعات كثیرة من اللیبیین قبل ھیرودوت أي خلال القرنین الثالث عشر والثاني عشر ق. م ويمكن تلخیص ھذه الوثائق الكثیرة على النحو الآتي: أ- وثائق مقابر طیبة في عھد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث لقد احتفظت لنا بعض مقابر طیبة في الفترة ما بین 1490 -1447 ق. م بصور تمثل تسديد الجزية التي قدمت من بعض القبائل اللیبیة في الواحات البحرية. 1 ب- رسومات معبد الكرنك: وھي تعود إلى عھد الملك سیتى الأول والتي تشیر إلى ھجمات خطیرة قامت بھا قبائل التحنو وقد تم الإشارة إلى مثل ھذه الھجمات أيضاً في عھد رعمیس الثاني من خلال نقشین عثر على أحدھما في معبد بیت الوالي والآخر في معبد أبى سمبل والنقشان يتحدثان عن صد ھجمات قبائل التحنو لقد شكك بعض الباحثین في حقیقة ھذه الھجمات الخطیرة التي قامت بھا قبائل التحنو، وصدھا من قبل ملوك سكان منطقة وادي النیل وقد رأى ھؤلاء الباحثین في ھذه الرسومات مجرد تكرار وزخرفة للمعابد الفرعونیة عن طريق أحداث سابقة مرت منذ زمن بعید
ج- نقوش مسلات رعمسیس الثاني التي اكتشفت في مدينة تانیس: تشیر ھذه النقوش إلى استعانة رمسیس الثاني بوحدات عسكرية لیبیة تم ضمھا للجیش المصري. د- نقوش معبد الكرنك وعمود القاھرة ولوحة اتريب وأنشودة النصر: ھذه المصادر الأربعة تحدثت جمیعھا كما يرى بعض الباحثین عن انتصار الملك مرنبتاح (الأسرة التاسعة عشر) على التحالف الذي يضم كل من اللیبو والقھق والمشوش مع شعوب البحر التي تتمثل في خمسة أقوام وھم (الأقاواشا) و(التورشا) و(الشردان) و(اللوكا) و(الشكلش). ويرى فیھم الباحثون على الترتیب (الآخیین) و(الاترسكیین) و(السردينین) و(اللوكیین)و(الصقلیین) وقد توجه ھؤلاء جمیعا نحو الدلتا لاحتلالھا لغرض الاستقرار بھا وكان يقودھم في ھذا الھجوم زعیم قبیلة اللیبو (مرى بن أدد) 5 -بردية ھاريس الكبرى: وھي بردية يصل طولھا أكثر من أربعین متر وعرضھا حوالي 42 سنتمتر، تتحدث ھذه البردية عن ھجوم قبائل اللیبو على منطقة الدلتا ويفھم من خلال ھذا النص أن السبب في ھذا الھجوم أن الفرعون أراد أن يفرض على اللیبیین ملكا منھم رباه في قصره ولكن اللیبیین رفضوا ھذا الحاكم لأنھم رؤوا فیه الفرعون نفسه. 6 -نقوش ولوحات معبد رمسیس الثالث الجنائزي بمدينة ھابو الواقعة في طیبة الغربیة: تتحدث ھذه اللوحات والنقوش عن ھجوم قامت به قبیلة (المشوش) ضد منطقة وادي النیل وقاد ھذا الھجوم زعیم المشوش (كبر) وابنه (مششر) وتعتبر بردية ھاريس ونقوش ولوحات معبد ھابو التي دونت في عھد رمسیس الثالث آخر الوثائق الھامة التي تتحدث عن القبائل اللیبیة القديمة التي احتكت بمنطقة وادي النیل في العصور القديمة. 8-اللیبیون القدماء من خلال المصادر المصرية القديمة: لقد كانت قبائل التحنو والتمحو واللیبو والمشوش من القبائل اللیبیة الكبیرة الواسعة الانتشار والتي لعبت دورا بارزا في تطورات الأحداث في ذلك الوقت، ولذلك نجدھا ترد في النصوص المصرية القديمة بشي من التفصیل. في حین وردت في ھذه النصوص أسماء قبائــل أخرى كـمجرد شارات بسیطــة ربما لعدم تأثیر ھــذه القبائل في الأوضاع السائدة في المنطقة في ذلك الوقت أو ربما لكون ھذه القبائل كانت تابعة لإحدى القبائل الكبرى السابقة أو لوجود أراضیھا ضمن أراضي قبیلة أخرى كبیرة. ونذكر من بین تلك المجموعات السكانیة الصغیرة قبائل: الأسبت والقبت والثكتن والبقن والكیكش والسبد والقھق. ونستطیع من خلال سردنا للمصادر المصرية القديمة أن نقسم المجموعات اللیبیة
القديمة التي وردت بھذه النصوص حسب تسلسلھا التاريخي إلى الجماعات الآتیة: 1 -التحنو:- تقع بلاد التحنو إلى الغرب من مجرى وادي النیل لأنھا تذكر دائما في النصوص المختلفة عندما تذكر أسماء البلاد التي تقع إلى الغرب من مصر ويرى الدكتور (أحمد فخري) استنادا على أراء علماء آخرين بأن بلاد التحنو كانت تمثل الفیوم والواحات ووادي النطرون وبرقة. ويرى الباحث الفرنسي (فرانسوا شامو) بأن بلاد التحنو تشمل كل المناطق الواقعة غربي وادي النیل بما في ذلك الأقالیم الجنوبیة. ولاحظ أنه ابتداء من الأسرة الخامسة من الدولة القديمة وحتى الأسرة الثامنة عشرة أصبحت كلمة تحنو تدل على لیبیا واللیبیین القدماء عامة
ويرى الباحث الألماني (ھوشلر) بأن قبائل التحنو كانت تعیش في دلتا النیل ثم طردھم مـن ھــذا الإقــلیم الخصیب ملــوك منطقــة الوجه البحري عندما تم توحیده مع منطقة الوجه القبلي. ويبدو أن ھذا الأمر صحیحا ومما يؤيد ذلك ما ذھب إلیه (جاردنر) من أن صور التحنو تظھر في النقوش المصرية القديمة وكأن بینھم وبـین المصريین القدماء قــرابة وثیقة. وتتضح ھــذه القــرابة من خلال ملابسھم التي تتفق تماما مع الملابس المصرية حیث كانوا يعلقون بھذه الملابس ذيولاً مثل التي كــان الفراعنة يعلقونھا ويحلون جباھھم بخصلة مــن الشعر تحاكى صورة الصل المقدس عند ملوك الفراعنة. وتبدو ھذه القرابة واضحة أيضاً من خلال سماتھم البشرية حیث كانوا سمراً مثلھم مثل المصريین كما كانوا يختتنون مثلھم كذلك وكانوا يضعون قرابا لستر العورة مثلھم مثل المصريین في عصور ما قبل التاريخ. ومن ھذه القرائن المختلفة توصل بعض العلماء إلى أن المصريین القدماء يرجع أصلھم إلى اللیبیین القدماء حیث يؤكد ھؤلاء العلماء بأن المصريین وفدوا على وادي النیل منذ وقت مبكر بوصفھم صیادون ورعاة ماشیة ثم أصبحوا فیما بعد زراع مستقرون وبدون شك إن المقصود ھنا باللیبیین القدماء ھم سكان الصحراء الكبرى الذين وصلوا في فترة العصر الحجري الحديث إلى مرحلة حضارية متقدمة، وقد أشرنا فیما قبل إلى أن الفضل يرجع إلیھم في انتقال الرعي والزراعة نحو وادي النیل في البداية ثم فیما بعد إلى بقیة شمال إفريقیا. 2 -التمحو:- يرى (جاردنر) أن بلاد التمحو تمتد على الحدود الغربیة لمصر حتى طرابلس غرباً والنوبة جنوبا. في حین يرى الدكتور (أحمد فخري) بأن التمحو كانوا قد تمركزوا في نفس موطن التحنو بعد أن سیطروا علیھم بالإضافة إلى سیطرتھم على الواحات ذات الأرض الخصبة المنتشرة إلى الغرب من وادي النیل ويرى أنھم انتشروا جنوبا حتى دارفور. أما عن أصل التمحو فقد ظھرت في ھذا الموضوع نظريتان: - النظرية الأولى: يرى أصحاب النظرية الأولى بأن التمحو جاءوا مھاجرين من قارة أوروبا إلى شمال إفريقیا ثم توغلوا إلى الجنوب ويروا بأنھم ينحدرون من قبائل الوندال أو أي جنس شمالي آخر ويستند أصحاب ھذه النظرية كدلیل على ذلك من خلال السمات التي يمتاز بھا التمحو عن بقیة اللیبیین مثل: الشعر الأصفر والعیون الزرقاء والبشـرة البیضاء. وھذه النظرية خاطئة تماما لان وجود ھذه المجموعة السكانیة ذات الشعر الأصفر والبشرة البیضاء في الصحراء الكبرى منذ الألف السادسة قبل المیلاد وتتعارض مع ما أكدت علیه البحوث الأثرية عن عدم استعمال الإنسان للبحر قبل الألف الخامسة قبل المیلاد بالإضافة إلى عدم وجود أيــة قرائن تـفید بأن المجموعات السكانیة الأوروبیـة وصلـت منطـقة الـصحراء الكبرى كمھاجرين في أي فترة من فترات التاريخ القديم. والجدير بالذكر أن أول اتصال أوروبي بمنطقة شمال إفريقیا كان في حدود نھاية الألف الثانیة قبل المیلاد مع وصول المجموعات المعروفة باسم شعوب البحر الذين حاولوا الاستیطان في منطقة وادي النیل وكما ھو معروف لدى الجمیع فان تلك المحاولة لم يصادفھا النجاح طريقھم من الجنوب الغربي من الصحراء متجھین نحو الشمال والشمال الشرقي ويرى بعض العلماء بأنالنظرية الثانیة: تقوم على عكس النظرية الأولى تماما حیث ان التمحو ھم مواطنون إفريقیون سلكوا القوم الذين أطلق علیھم العلماء اسم المجموعة (ج) والذين عثر على آثارھم بمنطقة النوبة ھــم فرع من التمحو وإنھم لیبیون
ويشیر الباحث (اوريك بیتس) بأن مخلفاتھم تتفق ومخلفات اللیبیین القدماء حیث يذكر بعض الأدلة التي تثبت ھذه الصلة والتي من بینھا: أ- لا تختلف جماجم وشعور المجموعة (ج) عن جماجم جنس البحر المتوسط الذين منھم اللیبیون القدماء بصفة عامة ومجموعة التمحو بصفة خاصة. ب- لقد اتبع أصحاب المجموعة (ج) طريقة للدفن، ونمط لبناء المقابر الدائرية، ھي نفسھا التي عرفت لدى سكان الصحراء الكبرى وشمال أفريقیا والتي عرفت باسم الرجم. ج- تصور الرسومات المنقوشة رجال المجموعة (ج) وھم يرتدون ملابس على شكل أشرطة تتقاطع على الصدر والريشة على الرأس وھي نفسھا التي كانت تمیز اللیبیین القدماء الذين تعرفنا علیھم من خلال الوثائق المصرية القديمة في فترة ما قبل الأسرات وبداية الأسرات وھي سمات عرفت قبل ذلك لدى سكان الصحراء الكبرى. د- يستعمل رجال المجموعة (ج) سلاح السھم والقوس وھي من الأسلحة التي عرفت في الصحراء الكبرى قبل أن تعرف لدى أھل النوبة. ھـ- يؤيد انتماء سكان المجموعة (ج) للتمحو ما عثر علیه مـن فخار وقبور في وادي ھـور الذي يقع على بعد 400 كیلومتر جنوب غربي الشلال الثالث ومن خلال المقارنة اتضح أن ھذا الفخار يشبه فخار المجموعة (ج). والجدير بالذكر أن ھذا الفخار وجد عند طريق ھجرة التمحو من موطنھم الأصلي الذي يراه معظم الباحثین بأنه منطقة الصحراء الكبرى قبل أن يحل بھــا الجفـاف (18 .(وبناء على كل ذلـك يمكن الاستنتاج، بأن التمحو، وسكان المجموعة (ج)، وسكان وادي ھور كلــھم جاءوا من الصحراء الكبرى بعد أن حل بھا الجفاف. 3 -المشوش: يرجح الباحثون أن المشوش سكنوا المناطق الشمالیة من الصحراء اللیبیة ويرى البعض أن ديارھم كانت تمتد غربا حتى المناطق التي تمثل تونس الحالیة. وقد رأى بعض العلماء بأن المشوش ھم أنفسھم المكسیس الذين أشار إلیھم (ھیرودوت) بأنھم يقیمون إلى الغرب من بحیرة تريتونیس ولكن مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية بدأ المشوش يتجمعون حول حدود مصر الغربیة طلباً للإقامة الدائمة حول دلتا وادي النیل ومن خلال الرجوع إلى الوثائق التي تشیر إلى الحروب التي دارت بینھم وبین المصريین يتضح أن المشوش كانوا يرغبون الاستیطان في مصر وقد صرحوا بذلك بأنفسھم. ورغم أنھم وحلفاءھم اللیبو فشلوا في الوصول إلى دلتا النیل عن طريق الحرب إلا أنھم استطاعوا الاستقرار في الكثیر من مناطق مصر سواء في حامیات الحدود أو بانضمامھم إلى الجیش كجنود مرتزقة. وقد كان الجیش المصري ً ابتداء من الأسرة العشرين يتكون من اللیبیین دون سواھم وقد كان ملوك مصر في ذلك الوقت يقدمون لھؤلاء الجنود ھبات من الأرض كأجور لھم مما أدى إلى تكون جالیات عسكرية كانت القیادة فیھا للیبیین دون سواھم وقد وصل بعض العناصر من المشوش إلى مناصب ھامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القیادة في الجیش وأن بعضھم مثل شیشنق استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حیث جمع بین يديه السلطتین المدنیة والدينیة وھكذا وبسھولة تامة استطاع شیشنق أن يستولى على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبالتالي استطاع المشوش تكوين الأسرة الثانیة والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنین من الزمان. 4-اللیبو أو الريبو: يرى معظم العلماء أن اللیبو أو الريبو كانوا يسكنون منطقة برقة الحالیة وربما كانت أراضیھم تمتد نحو الشرق حتى منطقة الواحات وخاصة واحة سیوه ويرجح أن مجموعتي (القھق و(الإسبت) كانتا تعیشان في نفس المنطقة التي تسیطر علیھا مجموعات اللیبو أو الريبو. وأقدم ذكر لمجموعات اللیبو أو الريبو كان في عھد رمسیس الثاني ومنذ ذلك التاريخ بدأت ھذه المجموعات تقوم
بدور ھام في تاريخ الصراع بین مصر القديمة والقبائل اللیبیة القديمة حیث اشتركوا كقادة في الحروب التي قامت ضد الملك مرنبتاح واشتركوا أيضاً في الحروب التي دارت ضد رمسیس الثالث. ونعتقد أن اسم (اللیبو) أصبح منذ بداية الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديم علماً على كل المنطقة التي تقع إلى الغرب من منطقة وادي النیل وبالتالي اختفت أسماء بقیة المجموعات الأخرى وبناء على كل ذلك أصبح ھذا الاسم يعنى لدى الإغريق تارة كل المجموعات السكانیة التي تقع إلى الغرب من مصر حتى خلیج سرت وتارة أخرى كل شمال أفريقیا وفى بعض الأحیان القارة الإفريقیة بكاملھا. لوحة الملك شیشانق مما يؤيد بروز اسم اللیبو واختفاء بقیة الأسماء تلك اللوحة التي عثر علیھا منذ مدة والتي تعود لعھد الملك شیشنق وھي تتضمن أسماء الأقوام اللیبیة وھي لوحة يطلق علیھا اسم (لوحة الأقوام التسعة) ويبدو من خلال ھذه اللوحة أن الريبو أو اللیبو حلت محل الاسم التقلیدي السابق الذي عرفت به القبائل اللیبیة وھو التحنو. ونجد وثیقة أخرى تشیر إلى اللیبو كتسمیة عامة لكل المنطقة التي تقع إلى الغرب من مصر، وھي وثیقة تعود لعھد الملك شیشــنق الرابـع (763-757قبل المیلاد) وتشیر إلى شخصیة لیبیة مرمـوقة تدعـى (حیتیحنكر) وقد وصفتھا تلك الوثیقة بكبیر اللیبو ويبدو من خلال ھذه الوثائق أن المنطقة ظلت تعرف باسم اللیبو طیلة الفترة التي تلي الدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم ونعتقد أنه لھذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروھا بالجبل الأخضر اسم لیبیا وذلك راجع إلى أنھا الجزء الوحید المألوف لديھم من منطقة شمال إفريقیا. نبذة مختصرة عن الملك شیشانق مؤسس الاسرة 22)) 950 ـ 929 ق. م): يرجع نسب الملك شیشنق إلى أسرة من مدينة إھناسیا، وحسب لوحة (حور باسن) المحفوظة الآن بمتحف اللوفر والتي أقامھا حور باسن وذكر فیھا أجداده، فإن نسب جده الثامن الفرعون شیشنق ھو: شیشنق بن نمرود بن شیشنق بن باثوت بن نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا شیشنق (شاشانق شیشاق شوشنق) ملك مصري ترجع أصوله إلى أسرة من مدينة إھناسیا قدم مؤسسھا بويو واوا الجد الخامس للفرعون شیشنق من إحدى واحات الصحراء اللیبیة ولذلك عرفت أسرته لدى المھتمین بالتاريخ المصري القديم باسم الأسرة اللیبیة
بإحدى واحات الصحراء اللیبیة في جنوب غرب كان جده الأعلى (بويو واوا) مستقرأ مصر، ولذلك عرفت أسرته لدى المھتمین بالتاريخ المصري القديم باسم الأسرة اللیبیة، وكذلك ينتمي بويو واوا لقبیلة التحنو اللیبیة. أما ابنه ماواساتا فقد انتقل إلى العیش بمدينة أھناسیا وانخرط في صفوف الكھنة حتى صار كاھن معبد مدينة إھناسیا وقد خلفه ابنه نبنشي، الذي خلفه ابنه باثوت، الذي خلفه ابنه شیشنق، والذي ورث عن أجداده وظیفة الكاھن. وصار بعد ذلك الكاھن الأعظم وقائد حامیة إھناسیا وقد تزوج من (محنتو سخت) ابنة زعیم قبیلة مي وأنجب منھا نمرود الذي تزوج من الأمیرة تنتس بح، والتي أنجب منھا شیشنق، فأصبح فرعون مصر ومؤسس الأسرة الثانیة والعشرين، بعد أن اندمج في المجتمع المصري وعاشت أسرته فیھا لمدة خمسة أجیال، وبعد أن استقر جده الرابع ماواساتا بمدينة أھناسیا، واول عمل قام به ھو تعیین ابنه أوبوت كاھنا أعظم في طیبة لیضمن السیطرة على ھذا المركز الھام وبعد ذلك بدأ بتنفیذ برنامج عمراني واسع ماتزال آثاره الخالدة حتى ھذا الیوم، منھا بوابة ضخمة تعرف الآن باسم بوابة شیشنق وكانت تدعى في عصره ببوابة النصر وھي جزء من امتداد الجدار الجنوبي لبھو الأعمدة الشھیر وقد سجل على ھذه البوابة كعادة الملوك المصريین أخبار انتصاراته في فلسطین وتاريخ كھنة آمون من أبناء أسرته
وھكذا كما في السرد التاريخي نجد بانه في النصف الأول من القرن العاشر قبل المیلاد حكم الأمازيغ أرض النیل وجلس قائدھم (شیشنق الأول) على عرش مصر ولقد تمكنوا من تأسیس أسر فرعونیة أمازيغیة ھناك وھما الأسرتان الثانیة والثالثة والعشرون بالتحديد كما يرجح أن تكون الأسرة السادسة والعشرون أيضا أسرة أمازيغیة. والملك شیشانق أيضا عرف بلھجات متغیرة كاسم مثل (شیشنوق أوشاشانق أوششنق) والذي أطلق علیه الاغريق اسم (سیسونخس) واستمرت فترة حكمه لمدة 21 سنة. وبعد وفاته تربع على العرش ابنه (اوسركون الأول) لمدة 15 عاما ومن بعده تاكیلوت لمدة 29 عاما وھكذا باقي ملوك الاسرتین من الأصل اللیبي. وھذا يتفق أيضا مع التاريخ الذي وضعه اول مؤرخ مصري وھو (مانیتون السمنودى) وھو الذي وضع أيضا قوائم ملوك مصر واصلھم كذلك. 9 -الملوك الامازيغ بعد انتھاء الحضارة المصرية القديمة: بعد انقضاء الحضارة المصرية القديمة الاصیلة وظھور العصر البطلمى على مصر استمرت الحضارة او ملوك الامازيغ، ولعب الامازيغ أيضا دورا فعالا في المؤسسات السیاسیة سواء مع البطالمة او الرومان حتى ان ثلاثة قیاصرة رومان كانوا من أصل أمازيغي وھم (سبتیموس سیفاريوس وابنه كركلا وقريبه ماكرينوس) فلقد عاصر الامازيغ أقوى دول العالم القديم بل لقد لعبت تلك القوى دورا فعالا في تاريخھم فتفاعلوا معھا ثقافیا وعسكري وتعتبر قرطاج نموذجا للتفاعل بین الأمازيغ والفینیقیین وتعتبر قورينا نموذجا للتفاعل بین الأمازيغ والإغريق القدماء
ومثلما تفاعلوا مع الإغريق والفینیقیین تفاعلوا مع الرومان حتى أن قرطاج الرومانیة كانت أقوى مدينة بعد روما عاصمة الرومان فنبغ الأمازيغ في جامعتھا ونذكر منھم القديس أوغسطین، وترتولیان وأبولیوس. وتمكن الرومان من وضع نھاية للممالك الأمازيغیة بالمغرب القديم إلا أن المقاومة الأمازيغیة استطاع إضعاف الوجود الروماني ثم اخراجھم من البلاد. وفى عجالة سريعة نذكر لمحات عن ملوك الامازيغ ومناطقھم بشيء من الاختصار وعلى المھتمین متابعة ذلك في الكتب والمراجع: 1 -تكونت مملكة نومیديا على يد ماسینیس في عام 202 ق. م. نومیديا ھي أراضي تمتد شرقا من قرطاجة إلى نھر ملوية غربا ( َ الأكلیـد) اسم كان يطلق على الملك الممثل للسلطة المركزية عند الممالك النومیدية. وعمل على توحید القبائل الأمازيغیة القاطنة بین منطقة طرابلس اللیبیة شرقا ونھر ملوية بالمغرب غربا محاولا الاستقلال عن النفوذ سیرتا بجبال الأوراس الجزائرية. 2 -تكونت مملكة موريطانیا على يد بوخوس الأول في عام 108 ق. م. يطلق ھذا الاسم على الأراضي الواقعة شمال المغرب الأقصى وھو اول ملك أمازيغي وحد القبائل المورية القاطنة بالقسم الغربي من بلاد المغرب الأقصى. 3 -توحد نومیديا وموريطانیا على يد يوبا الثاني سنة 25 ق.م. 4 -في عام 40 م تعرضت المغرب للاحتلال الروماني (مملكة مورية) وتربع على عرشھا الملك (جوبـا الثـاني) وكان معین من طرف الرومان. ولكنه ايضتا يعتبر اول ملك عمل على انتخاب مجلس بلدي لتسییر أمور المدينة. ومن التاريخ العسكري لھذه المملكة ظھور القائد الكبیر (تاكفاريناس) وھو قائد عسكري نومیدى تزعم المقاومة ضد الرومان في عام 17 م. وفى منطقة موريتانیا ظھر القائد او أحد زعماء المقاومة (ايديمون) في عام 45 م. وتكتلت حوله القبائل وتمكن من تدمیر كثیر من المدن الرومانیة بموريطانیا الطنجیة. 10-الامازيع والأديان السماوية الثلاثة 1 -الیھودية والامازيغ: ان علاقة الیھود مع الأمازيغ بدأت منذ القرن السادس قبل المیلاد ووصولھم الى بلاد المغرب مع تجار قرطاج بعد ان دمر الامبراطور البابلي (نبوخ نصر الثاني) مملكة يھوذا عام 586 ق. م. وھكذا بدا الاستیطان الیھودي في بلاد المغرب اما الھجرة الثانیة للیھود لبلاد المغرب فكانت اعقاب سقوط الاندلس وقسوة محاكم التفتیش عام 1492 وھكذا ظھر الیھود في داخل المجتمع الامازيغى وبالأخص في المغرب وفى إقلیم وھران بغرب الجزائر الذي به أعداد كبیرة من الناطقین باللغة الإسبانیة من الیھود الشرقیین في حین كانت تونس والجزائر وطناً للیھود ذات الجذور الإيطالیة من وسط المیدان التجاري (لیفورنو) في البلدان الثلاث كان السكان الیھود يتحدثون الیھودية والأمازيغیة والعربیة رغم أن ھذه اللغات قد طمست إلى حد كبیر تحت تأثیر اللغة الفرنسیة في تلك الفترة الزمنیة المذكورة كما كانت ھناك أعداد أقل من المھاجرين الجدد من أوروبا. واستطاع الیھود العیش وسط الأمازيغ واحترفوا كل ركائز الحیاة الاقتصادية رعي وصناعة علاوة على التجارة التي حققوا منھا ثروات طائلة، خاصة تجارة الرفاھیات والرقیق، ولم يقبل الیھود على الزراعة مھتمین بمھن أخرى تدر أرباحاً سريعة ولا تحتاج للتوطین. ولذلك فان الیھود في المجتمع الأمازيغي لم يكنوا منغلقین على أنفسھم كما يعتقد الكثیر من الناس وإنما كان في اختلاط دائم مع سكان البلاد في حیاتھم الیومیة
بل كانوا يعیشون في ظل وجود نظام للجوار أو الحماية من طرف القبائل الأمازيغیة. فبعد دخول الإسلام للمغرب عام 710 میلاديا ووعي الیھود بھذه السیطرة دخلوا في حماية الحكام الأمازيغ المسلمین منذ أوائل القرن الثاني الھجري. يھود المغرب اكتسب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق