الطيور في مصر القديمة
تاثر المصرى القديم بالطيور منذ عصر ماقبل الأسرات حيث اتخذ منها رموزاً ودلالات لغوية ضمن كتاباته الهيروغليفية (الصورية) فنجد طائر السمان يرمز لحرف " و "، وطائر البوم لحرف " م "، وطائر الصقر لحرف ثنائى النطق " حر "، وغيره من رموز من عالم الطيور.
حرص المصرى القديم على تصوير المناظر الطبيعية البديعة التى كان يعيش بين جنباتها مثل الطيور والحيوانات والنباتات و الجبال والصحارى وغيرها وذلك ضمن نقوش معابده ومقابره، ومنها على سبيل المثال منظر أوز ميدوم من بنى سويف، يوضح ست أوزات رسمت على طبقة من الجص أبدع الفنان هنا فى تمثيل الأوزات بطبيعتها وألوانها وتفصيلات ريشها.
ومنظر على الجدار الشرقى من مقبرة "خنوم حتب" من عصر الدولة الوسطى بمنطقة آثار بنى حسن بمحافظة المنيا، حيث صور شجرة جميلة حامت حولها مختلف أنواع الطيور.. يبدو فى الصورة طائر عصفور البرارى، وأبو الفصاد، والبط، والهدهد، بألوانها البديعة، ومن اللافت للنظر منظر الهدهد بأكليل رأسه الجميل
ويلاحظ أيضاً أن بعض هذه الطيور تم تقديسها مثل طيور أبى منجل، والصقر، والنسر(طائر الرخم)، وكان يتم تحنيط أجسادها بعد الممات وتكفينها كما كان يكفن البشر بلفائف الكتان، ثم وضعها داخل توابيت من الحجر أو الفخار كما هو الحال فى جبانة تونا الجبل التى تعد أكبر جبانة لدفن طائر أبى منجل، وكان هناك أيضاً حكم الإعدام الذى كان ينفذ ضد كل من يتعدى بالسوء على هذه الطيور.
كان هناك أيضاً معان رمزية إرتبطت ببعض هذه الطيور فكان طائر البشاروش الذى يشتهر بطول ساقيه (من فصائل أبو منجل) أو كما يسمى بطائر النور، يرتبط ببداية الخليقة وضياء الكون ورحلة الشمس فى العالم الآخر، حيث وقف على التل الأزلى فى بداية الخليقة
تشير الأدلة الآثرية أن المصرى القديم تناول لحوم طير غير تقليدية بالنسبة لنا حالياً مثل طيور الرهو (الكركى)، كما كان يقوم بتزقـيم الطيور (تزغيط /إطعامها عنوة) لتسمينها بواسطة كتل أو كرات صغيرة من العجين حتى يزيد وزنها وتصبح صالحة للطعام، كما يلاحظ أن المصرى القديم لم يكن يعرف تحمير الطيور (القلى)، وربما لم يكن يعرف سلقها فى الماء المغلى، ولكنه عرف شى الطيور كما توضح مختلف مناظر الحياة اليومية وسط المروج والأحراج.
يلاحظ أيضاً أن المصرى القديم لم يستخدم السكين لذبح الطيور وإنما كان يقوم بلى (يلوى) عنق الطائر حتى يذهب عنه الحياة ، ثم يقوم بعد ذلك بشويه أو تقطيعه.
ظهرت الطيور ضمن موائد القرابين وخاصة طيور الأوز والبط، كما ظهرت ضمن قائمة القرابين فى مناظر المعابد والمقابر المصرية القديمة، وكان المصرى القديم يحصل على الطيور بعدة وسائل عندما كان يخرج للصيد وهى:
1- صيد الطيور بالشباك الكبيرة.
2- صيد الطيور بعصى البوميرانج ( عصى الرماية ).
3- صيد الطيور بالشراك والفخاخ.
خلاصة القول:
=======
1- استخدمت صور الطيور بمثابة علامات ذات دلالات صوتية فى الكتابة الهيروغليفية.
2- كان يتم الحصول عليها بواسطة الصيد وكان أهمها الشباك الكبيرة التى كانت تجلب كم كبير من هذه الطيور.
3- كان يتم ذبحها بواسطة لوى أعناقها، فلم يعرف المصرى القديم ذبح الطيور بالسكين.
4- كان يتم شويها كما توضح المناظر، ولا يوجد ما يوضح سلقها فى الماءأو قليها بالزيت.
5- تم تقديس بعض الطيور مثل الصقر، وطائر أبى منجل، والنسر ( الرخم).
6- يعتبر طائر البوم أقدم نموذج يمثل التصوير الأمامى فى الحضارة المصرية، فهو الطائر الوحيد الذى صور من المنظور الأمامى بعكس مختلف الطيور التى صورت تصويراً جانبياً.
7- يمثل طائر البنو ( الفونكس ) مرحلة البعث أو الشروق، كما يمثل طائر الديك مرحلة الفجر ويرتبط ببداية ونهاية اليوم كما يظهر فى مقبرة " بيتوزيريس " الشهيرة بمنطقة تونا الجبل بالمنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق